النجاح عدو السعادة

ما هي مخططاتك بعد أن تصبح ناجحاً؟ لم يكن لدى صانع المحتوى "كايسي نيستات" (Casey Neistat) أي مخطط لما سيفعله بعد أن حقَّق هو وشقيقه النجاح الباهر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، يروي فيه المخاطر التي يواجهها المرء بعد تحقيق النجاح وأهمية تجنبها.

باع "كايسي" وشقيقه "فان نيستات" (Van Neistat) برنامجهما التلفزيوني "الأخوان نيستات" (The Neistat Brothers) لشركة "اتش بي أو" (HBO) في عام 2008، لكنَّ الشركة لم تبث هذا البرنامج حتى عام 2010، لم يفعل "كايسي" شيئاً بين هذين العامين؛ إذ يقول في مقطع فيديو تحت عنوان "فشلي الأكبر" (My Biggest Failure):

"لم أفعل شيئاً في هذين العامين؛ لأنَّني وصلت إلى النجاح. لقد بعت برنامجي الذي أنتجته بيدي إلى أكبر وأقوى قناة تلفزيونية في هذا المجال، لقد حقَّقت ما أريد، ثمَّ قاموا ببثِّ العرض، توقعتُ أنَّ حياتي كلها ستكون مختلفةً، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ شيئاً لم يتغيَّر".

لقد عشنا جميعاً هذا الشعور بطريقة ما؛ إذ أتذكَّر عندما حصلت على درجة الماجستير في عام 2011. كنت أظنُّ أنَّني حققت إنجازاً مبهراً لأنَّني كنت أول فردٍ في عائلتي يحصل على شهادة دراساتٍ عليا.

ظننتُ أنَّني شخصٌ ناجح، لكنَّ السؤال الذي راودني هو "ماذا سأفعل الآن؟"، فبعد عامين من تخرجي، ظننتُ أنَّني أعرف كل شيء، وانتهى بي الأمر بتعلُّم القليل مقارنةً بما كان في إمكاني تعلمه.

تكاسلت أكثر من اللازم، واعتقدت أنَّ حياتي من تلك النقطة فصاعداً ستكون سهلة، قضيتُ سنوات في الدراسة، ورغبتُ في جني المكاسب، كالعثور على وظيفة رائعة، وكسب بعض المال، وعيش حياة كريمة.

لقد وقعت ضحية نجاحي، فقد كان الحصول على درجة الماجستير أمراً هامَّاً بالنسبة إليَّ، واعتقدت أنَّني لم أعد مضطراً إلى التعلم، لكنَّ التعلم ليس شيئاً نقوم به في الجامعة فقط، بل يستمر مدى الحياة.

شاهد: 20 قيمة في الحياة تقودك إلى السعادة والنجاح

 النجاح ليس الهدف النهائي للحياة:

يظنُّ معظمنا أنَّ النجاح هو الهدف النهائي للحياة، فقد التقيت منذ فترة بزميل سابق في إحدى الحفلات، قال إنَّه كان على وشك تحقيق النجاح في العمل؛ إذ قال: "إذا حصلت على هذه الترقية، فسأحقِّق كل ما أريد، سأجني مزيداً من المال، وربما ستمنحني الشركة سيارةً جديدة".

لذا سألته: "وماذا ستفعل بعدها؟"، نظر إلي وكأنَّني لم أسمع قصته عن اقتراب ترقيته؛ إذ كانت الترقية هي الهدف النهائي، لقد عمل بجد لثلاث سنوات ليلاً ونهاراً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع للحصول عليها، ولم يكن لديه أدنى فكرة عمَّا سيفعله بعد ذلك، كان يظنُّ أنَّ حياته المهنية ستكون الآن في غاية السهولة.

بعد تحقيق هدفٍ ما، صغيراً كان أم كبيراً، قد تعيش فترةً مخادعة من الراحة إذا لم تراقب نفسك، وإذا كنت تظنُّ أنَّك قد أنهيت كل العمل الشاق، فأنت في خطر، فلا تتوقع أنَّك قد بلغت النجاح لمجرد أنَّك بذلت الجهد لسنوات لتحقيق شيء ما.

تطلَّع دوماً إلى الأمام، واسأل نفسك ما هو النجاح الذي تبتغيه، هل تريد الفوز بميدالية أولمبية؟ أم الجري في ماراثون؟ أم ربما ربح مليون دولار؟ هل تريد أن تتزوج؟ أو ربما تؤلف كتاباً يحقِّق مبيعات هائلة؟

إقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية

يجب عليك أن تخطط لحياتك بعد أن تصبح ناجحاً، هل تريد الاسترخاء وقضاء ما تبقى من حياتك مرتاحاً؟ ما هي الفائدة من ذلك؟ بدلاً من ذلك، حوِّل تركيزك من تحقيق أهداف قصيرة الأمد أو طويلة الأمد إلى عيش حياة ناجحة، فكِّر على الأمد الطويل وعش حياةً فاضلة، يقول "كايسي نيستات" (Casey Neistat): "لن تبلغ يوماً كل مرادك، فذلك لا يحدث أبداً".

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ رحلة النجاح؟ 8 خطوات تضمن لك بداية رائعة

في الختام:

قد لا تنجح أبداً في الحياة، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّك يجب أن تستسلم، فالجمال ليس في الوجهة التي تبتغيها، بل في الرحلة التي تعايشها؛ لذا لاحق أحلامك إلى الأبد، اجنِ المال وأسِّس عائلة، وابحث عن وظيفة رائعة، لكن لا تتهاون أبداً، ادفع نفسك إلى الأمام دائماً وواصل النمو والنضج؛ لأنَّ النجاح هو عدوك يتربَّص بك ويحاول إغواءك بالراحة التي تليه.




مقالات مرتبطة